الأربعاء، 9 نوفمبر 2011

أنت لا تكره الطب ، أنت فقط روح حرة



في جو تنافسي ، لا أحد يحب أن يدلي تصريحاً يشي بالجهل أو قلة الحيلة و السأم   .
 في جو "  نخبوي " يلزمك الكثير من الشجاعة حتى تقول لا أعرف  أو لا أستطيع أو ما استطعت  
في جو يصفق فيه الجميع ويسبح بحمد خدمة الأمة ورفعة الدين و (  الطب على يد المسلمين ) تكون كلمة ٌ كـ "أكره الطب "  ثقيلة على لسانك أو حتى معيبة  تتحاشاها  وتتحاشى تصديقها في نفسك على نفسك .

لذلك وبينا كنت أهيم على وجهي في تويتر الأمر الذي كان حرياً بي أن أستبدله بمقابلة كتابي  ( موعد إختباري النصفي على الأبواب ) لاحظت شيئاً جميلاً جداً في صفحة صديقة وزميلة أتابعها على تويتر
الشئ الذي بعده توقفت وقفة إعجاب و تأمل :

 " أكره الطب ، في ذات اللحظة أدرسه "  كتبت صديقتي في خانة ( عني )

واو مضى وقت  طويل منذ سمعت كلمة بهذا الصدق !  (هكذا  فكرت  )
نعم يلزمك الكثير من الشجاعة لتكتب شيئاً كهذا في خانة التعريف بك

" طيب.. لماذا نكره الطب ؟ "  كان السؤال الذي سألته نفسي  بعدها 
أو بالأحرى " ماذا نكره في الطب ؟؟ "   سؤال أكثر دقة تلاه مباشرة

وبعد استعراض سريع لكل الأجوبة الممكنة  ، كان مما يثير الاهتمام أن الأجوبة المعهودة من " لأنه حفظ " ، " لأنه دراسة طويلة "  ، " لأنه كرف "  لم تكن الأجوبة المرضية الشافية   
مقاربة  أكثر  شاعرية :


أنت لا تكره الطب  أنت فقط روح حرة  ، تجد صعوبة في التكيف مع مقاربات الغير واستنتاجاتهم التي لابد أن تأخذ كثوابت دينية  لا تناقش
أنت لا تكره الطب أنت فقط ذو ميول إبداعية ، تجده صعباً أن يقيد أحدُ تدفقك اللغوي والفكري في إطار معين  أو نموذج جاهز  

أنت لا تكره الطب ،  أنت فقط ضجر ٌ من كثرة ما يجب عليك فعله وقلة الوقت  بين يديك الذي يجب عليك أن تنجز فيه 

أنت لا تكره الطب  ، أنت تكره الدم  والبلغم وملحقاتهما 

أنت لا تكره الطب ، أنت  تفتقد ذاك الوقت في ذاك الزمن السحيق  حين كنت متفوقاً ودافوراً ومن الأوائل على مدرستك 
 ( ومن السخرية  وتقلب االدهر أنك كنت متفوقاً دونما جهد كبير)

أنت لا تكره الطب ، أنت  سئم ٌ بما يجب عليك أن تكون ، وكل ما لست تملكه وكل ما لست تعرفه ، وكل شيئ ليس أنت في وضعك الحالي

أنت لا تكره الطب ، أنت شاعر يفتقد كلماته فقط . 

أنت لا تكره الطب ، أنت مصور يفتقد فلاش الكاميرا على ما سيكون لقطة خلابة . 

أنت لا تكره الطب ، أنت رسام ، أنت كاتب ، أنت حرفي ، أنت  ما أنت ، يفتقد كل السلام والفرح الذي يغمرك حين تمارس ما كان هوايتك وموهبتك  . 

أنت لا تكره الطب ، أنت فقط لا تعرف مكمن الجمال فيه بعد

أنت لا تكره الطب ، أنت لم تجد  " أنت " الخارق بعد

أنت لا تكره الطب ، أنت لم تجد الجزء السحري فيه بعد  ، الجزء حيث تشرح لأحد من أهلك شيئاً فيتمتم " سبحان الله "
وما كانت المعلومة لكثرة ما سمعتها تحرك فيك شيئاً  ، حتى أثارت دهشة أحدهم دهشتك الصغيرة وفخرك السري

أنت لا تكره الطب ، أنت  لم تجرب فخر المعرفة ونبل المقصد بعد 



أنت لا تكره الطب ،    
 أنت ...
 أنت ...لا تكرهه !!!


هناك تعليق واحد:

  1. بلا انا اكره الطب والاطباء ونظام الامتحانات كله لا يتماشى مع شخصيتي.لا اجد راحتي فيه ابدا

    ردحذف