الاثنين، 21 نوفمبر 2011

درس جديد لنسخة صغيرة

حبيبتي ضحى 
لكأني أرى نفسي حين أراكِ
ولهذا أحبك جداً ( فأنا أحبني جداً ) 
وأكرهك وتغيظينني لنفس السبب ..


أتذكرين يوم أخذتك وأشتريت أنا وأنت أول كتاب لك ؟ 
يومها قلتِ أن أحداً لن يكذب عليكِ بعد اليوم
 وهممتي ( وعلى جبينك و تجعيدة حاجبك الداكن تصميم طفولي )  بفتح أول صفحة
 من كتاب "لغة الجسد " الذي اشتريتيه 


أذكر أنك أضحكتني جداً 


أذكر أن حناناً ملأني 


لا يُعرف الكاذبون بالكتب يا حبيبة وقلب أختك ..

الأربعاء، 9 نوفمبر 2011

أنت لا تكره الطب ، أنت فقط روح حرة



في جو تنافسي ، لا أحد يحب أن يدلي تصريحاً يشي بالجهل أو قلة الحيلة و السأم   .
 في جو "  نخبوي " يلزمك الكثير من الشجاعة حتى تقول لا أعرف  أو لا أستطيع أو ما استطعت  
في جو يصفق فيه الجميع ويسبح بحمد خدمة الأمة ورفعة الدين و (  الطب على يد المسلمين ) تكون كلمة ٌ كـ "أكره الطب "  ثقيلة على لسانك أو حتى معيبة  تتحاشاها  وتتحاشى تصديقها في نفسك على نفسك .

لذلك وبينا كنت أهيم على وجهي في تويتر الأمر الذي كان حرياً بي أن أستبدله بمقابلة كتابي  ( موعد إختباري النصفي على الأبواب ) لاحظت شيئاً جميلاً جداً في صفحة صديقة وزميلة أتابعها على تويتر
الشئ الذي بعده توقفت وقفة إعجاب و تأمل :

 " أكره الطب ، في ذات اللحظة أدرسه "  كتبت صديقتي في خانة ( عني )

واو مضى وقت  طويل منذ سمعت كلمة بهذا الصدق !  (هكذا  فكرت  )
نعم يلزمك الكثير من الشجاعة لتكتب شيئاً كهذا في خانة التعريف بك

" طيب.. لماذا نكره الطب ؟ "  كان السؤال الذي سألته نفسي  بعدها 
أو بالأحرى " ماذا نكره في الطب ؟؟ "   سؤال أكثر دقة تلاه مباشرة

وبعد استعراض سريع لكل الأجوبة الممكنة  ، كان مما يثير الاهتمام أن الأجوبة المعهودة من " لأنه حفظ " ، " لأنه دراسة طويلة "  ، " لأنه كرف "  لم تكن الأجوبة المرضية الشافية   
مقاربة  أكثر  شاعرية :


أنت لا تكره الطب  أنت فقط روح حرة  ، تجد صعوبة في التكيف مع مقاربات الغير واستنتاجاتهم التي لابد أن تأخذ كثوابت دينية  لا تناقش
أنت لا تكره الطب أنت فقط ذو ميول إبداعية ، تجده صعباً أن يقيد أحدُ تدفقك اللغوي والفكري في إطار معين  أو نموذج جاهز  

أنت لا تكره الطب ،  أنت فقط ضجر ٌ من كثرة ما يجب عليك فعله وقلة الوقت  بين يديك الذي يجب عليك أن تنجز فيه 

أنت لا تكره الطب  ، أنت تكره الدم  والبلغم وملحقاتهما 

أنت لا تكره الطب ، أنت  تفتقد ذاك الوقت في ذاك الزمن السحيق  حين كنت متفوقاً ودافوراً ومن الأوائل على مدرستك 
 ( ومن السخرية  وتقلب االدهر أنك كنت متفوقاً دونما جهد كبير)

أنت لا تكره الطب ، أنت  سئم ٌ بما يجب عليك أن تكون ، وكل ما لست تملكه وكل ما لست تعرفه ، وكل شيئ ليس أنت في وضعك الحالي

أنت لا تكره الطب ، أنت شاعر يفتقد كلماته فقط . 

أنت لا تكره الطب ، أنت مصور يفتقد فلاش الكاميرا على ما سيكون لقطة خلابة . 

أنت لا تكره الطب ، أنت رسام ، أنت كاتب ، أنت حرفي ، أنت  ما أنت ، يفتقد كل السلام والفرح الذي يغمرك حين تمارس ما كان هوايتك وموهبتك  . 

أنت لا تكره الطب ، أنت فقط لا تعرف مكمن الجمال فيه بعد

أنت لا تكره الطب ، أنت لم تجد  " أنت " الخارق بعد

أنت لا تكره الطب ، أنت لم تجد الجزء السحري فيه بعد  ، الجزء حيث تشرح لأحد من أهلك شيئاً فيتمتم " سبحان الله "
وما كانت المعلومة لكثرة ما سمعتها تحرك فيك شيئاً  ، حتى أثارت دهشة أحدهم دهشتك الصغيرة وفخرك السري

أنت لا تكره الطب ، أنت  لم تجرب فخر المعرفة ونبل المقصد بعد 



أنت لا تكره الطب ،    
 أنت ...
 أنت ...لا تكرهه !!!


الاثنين، 7 نوفمبر 2011

تدوينة مخيفة


_    ****    دمية  رومانية قديمة وجدت في قبر طفل تعود إلى ثلاث مئة سنة قبل الميلاد








*****         يوضع الكبد في جرة يحرسها عمسيتي الذي يملك رأساً آدمياً
توضع الرئة في جرة يحرسها هابي الذي يملك رأس قرد
توضع الأمعاء في جرة يحرسها قمسانوف الذي يملك رأس صقر
وتوضع المعدة في جرة يحرسها دعماتيف الذي يملك رأس ابن آوى
وهكذا تنام أعضاء الفرعوني المتوفى محروسة بأبناء حورس الأربعة  عمستي وهابي وقمسانوف ودعماتيف  بينما القلب كونه المكان الذي تستقر فيه الروح في الحياة الأخرى فإن المحنط المصري القديم يتركه  في جسد المتوفى ..









****          شاعت في القرن الثامن عشر  الوفيات بين الأطفال والرضع وشاع  معه تصوير الموتى بعد تلبيسهم وتجليسهم حفظاً لأرواحهم وتذكيراً للأحياء بمصير الحي وإن طالت به الحياة
و في العادة يلتقط أعضاء الأسرة ( الأحياء ) الصور بجانب عزيزهم المتوفى ، وتأخذ برهة قبل أن تلتقط الميت فيهم من نظرته الجامدة أو لمعان عينيه المنطفئ  .
 أم  تجلس على  كرسي وتحمل رضيعاً بين يديها ، تحزر بسهولة أن الرضيع هو مركز الصورة ( الميت ) لتقشعر وتتفاجأ عندما تعلم  أن الأم هي الأخرى أيضاُ ميتة ، وما كبت تعرف من إتقان وضعية الجلوس والنظرة المصوبة (  التي ظننتها نظرة حزينة ) ما كبت تعرف انها ميتة تحمل ميتاً .
  صور لأطفال رضع أو أكبر قليلاً تحسبهم أحياء أو نيام وأنت تتفرج على صورهم
ثم تأخذ بعداً آخر مع إدراكك أن الوضعيات والملابس و العرائس هي تموضع مفتعل للصورة
وحفظ لحظي ٌ لوضعية المتوفى ( أو لما يتمنونه أن يبقى عليه في حياته الأخرى ) قبل أن يوارى التراب


                                                                        ( الوسطى هي الميتة )


ال                                                              ( الأم الميتة وطفلها ) 
                
                                         






****  رسمت ماريان ستوكس هذه اللوحة لفتاة فزعت من نومها لترى شخصاً متشحاً بالسواد  يجلس على طرف سريرها  ( ليس هيكلاً ولا جثة قبيحة على عادة الرسامين في رسم الموت  )  يرفع يداً تجاهها في بادرة مواسية  ،
أرادت الرسامة أن تقول أن  الفتاة ماتت في نومها بهدوء 









**** مخيفة هي الكوميديا التي تكون على حساب الموت : 




( يملأ أبي قلبي بالرعب في كل ليلة يجلس فيها على طرف سريري ، أنا لا أمانع أنه يتحدث إلي بصوت يشبه الخربشات والصرير ، لكنه منذ سبعة عشر عاماً قد  كان ميتاً  ) 





**** بعد أن فشل فيكتور المتوتر في ترديد نذور زفافه بإتقان ، يطرده الكاهن العصبي  من كنيسة الزفاف ويخبره  ألا يعود حتى " يكون راغباً حقاُ في الزواج من فيكتوريا "  يهيم على وجهه في الغابة القريبة ، ويقف وقفة صمت ممسكاً بخاتم زفافه في يده ، وبعد أن ينجح في حفظ نذور الزفاف يقع الخاتم من يده ليستقر في إصبعٍ مهترئ لجثة مدفونة تحت أقدام فيكتور
تقوم الفتاة المتعفنة من قبرها ( إيميلي )  متشحة بثياب الزفاف  وورد العرس ، وتحيي عريسها ( الفزع ) بكل البهجة والفرح الذي تقابل به عروسٌ زوجها المستقبلي ، كم كانت سعيدة إيملي حين وجدها فيكتور ،  إذ أنها طعنت في ليلة زفافها حتى الموت على يد  عريسها المجرم اللص .
 يرفضها فكتور فتغني أغنية حزينة وذات كلمات مؤثرة  ..
 من فيلم  " corpse bride " 

If I touch a burning candle I can feel no pain
If you cut me with a knife it's still the same
And I know her heart is beating
And I know that I am dead
Yet the pain here that I feel
Try and tell me it's not real
For it seems that I still have a tear to shed

إذا لمست شمعة مشتعلة  لا أستطيع الشعور بأي ألم 
إذا جرحتني بسكين  لا أتأثر 
وأعلم أن قلبها ينبض 
وأعلم أني ميتة 
مع ذلك الألم الذي أشعر به الآن 
حاول أن تخبرني أنه ليس بحقيقي 
لأنه وعلى ما يبدو  ما زال لدي  دمعة لأذرفها 






الأغنية على هذا الرابط :






للموت قصص شتى ( مختلفة على قدر التشابه )   ، وفي أشياء  الموتى فتنة حزينة ، وسحر عميق  ،  و هالة من السكون والفناء و الأسرار  الحصرية التي أخذها الموتى للقبور  مع أسئلتنا غير المجابة  ،  و يكفي أن تجعل الموت والجثث   " ثيم "  أو خلفية أي كتاب أو فيلم أو لوحة وتأكد أنك كسبت جمهوراً عريضاً (  أولهم أنا )  ،  ويبدو أن اليابانيين قد فطنوا لهذا جيداً . فوق الحصر هي مسلسلاتهم من هذا النوع أكسل عن التعداد  *تثاؤب * 



المراجع والمزيد من الصور : 
المتحف البريطاني 
متحف جامعة بنسلفانيا لعلم الآثار وعلم الإنسان
 نبذة عن بدايات تصوير الأموات ( ويكيبيديا ) 
بعض صور الموتى من الحقبة الفكتورية ( ما بين 1837 - 1901  )  
الموت في الفن 

الخميس، 3 نوفمبر 2011

" أنا حزين " " طب روح أتلهي " ( حرفياً )






                                                                




هناك مقولة تزعم أنك إذا كنت يوما ً من الأيام تتابع  شؤونك الحياتية العادية ثم شعرت فجأة بإحساسٍ من الحزن والضيق لا تعرف له سبباً  فهذا معناه أن هناك شخصاً ما على بقعة ما من هذه الكرة الأرضية  يفكر فيك و يفتقدك بشدة  ..
وعلى قدر اللطف والمؤانسة اللذان يقبعان في هذا الكلام إلا أنني أحب أن أرد هذه الظاهرة إلى المرد العجائزي النزق  الذي يفسرها ببساطة بـــكلمة واحدة صلبة وغير متعاطفة  :
فضاوة  ..
تكون في يوم هادئ محاط بالأسرة والبيت والأمن ( ومن دون سبب قوي يدعو للهم أو الحزن )   ثم  تأبى إلا أن تصطنع لنفسك شيئاً  -  أو أشياء -  تقود مزاجك ( وبالتالي جميع أحداث يومك ) إلى منحى غير سعيد
وإذا وضعنا الأمور في هذا السياق فكوني أدرس الطب قد يكون النعمة التي لم أعرف كنهها بعد ، فأن تدرس الطب يعني بالضرورة أن يكون لك قائمة طويلة بما يجب عليك فعله تكفيك في العادة لأسبوعين مقدماً .
أن تكون مشغولاً ، يعني أن يكون لك بصفة دورية ( أشياء أفضل ) لتفعلها  ، أشياء أكثر أهمية وأكثر تأثيراً من التأملات غير المنتجة  أو المخاوف والهواجس غير الدافعة في اتجاه مفيد
و تكون محظوظاً حقاُ لو كان موضوع  انشغالك ذو مغزى كبير ومعنى روحي وأثر في حياتك و حياة آخرين.. 


نحن أشياء لا متناهية ولا محدودة من  احتمالات الإنتاج  الذهني و والجسماني  ( واو جملة صعبة )  و منطقي جداً  أن نقع في حالة من الكساد أو " الضيقة " إذا تركنا كل هذا الكم من الطاقة غير المحررة ( كم يبدو استخدام كلمة ' طاقة ' مبتذلاً )  حبيسة ذواتنا الكسولة
اختر شيئاً تحبه ، اربطه بمعنى شمولي واسع وذو تأثير ،  ثم ضع قلبك و عرقك فيه وفي المرة القادمة التي تشعر فيها بحزن مفاجئ وغير مبرر اعلم أن جدولك قد يستوعب المزيد من الأعمال الإضافية 


                                                          " أينما تذهب ، اذهب بكل قلبك "































ملاحظات : 
- مصطلح " هايبوفرينيا " في الصورة الأولى دالاً على الحزن غير المبرر لا يبدو ذو أصول موثقة في معاجم اللغة  الإنجليزية وإن كان مستخدماً في لغة مراهقي الويب كثيراً
- يستثنى من الموضوع أعلاه الحالة المزاجية المقرفة التي يكون مردها  الـى  ( PMS )   -_-
- تستطيع طلب السوار الجلدي في الصورة من هنا