"وش ذا اللايك اللي طلعولنا بيه ؟! "
كان هذا ستاتس صديقتي في تلك الليلة القمراء التي ظهر فيها زر اللايك على صفحة الفيس بوك ( ما أبغى أكتب مقمرة ، قمراء عاجبتني )
شاركتها الإستغراب ، بدا لي زراً " أكسسوارياً " ليس بذي مهمة حقيقية
والحق أن اللايك الفيس بوكي قد أراحنا كثيراُ ووفر علينا الكثير من اللت والعجن وعصر الرأس بحثاً عن التعبير
ثم لا تلبث الطبيعية الإنسانية أن تدخل على الجمادات الساكنة فتشخصنها وتحور مهامها
فأصبح هناك اللايك الذي تنهي به محادثة تحت ستاتسك
أصبح هنالك اللايك اللطيف الذي يقول " أن لا أريد أن أدع كلامك من غير رد "
أصبح هناك اللايك الذي يدعوك لتزور بروفايل صاحبه ، واللايك الذي يقول أنا أيضاً مستيقظ ، أنا موجود ، أنا أتفق معك أنا معجب بك
اللايك المتأخر الذي يأتي خلسة وبعد أن دفن الكلام تحت بحر التحديثات ليقول لك " أنا أحب وجودك إلا أنني أكره أن يلاحظ أحد أني لاحظت ملاحظتك وتعليقك" ;) ( فكم " ملاحظة" في ذلك ؟ :p )
بعد أن أصبح لزر اللايك ما له على الفيس بوك ظهر معه شيء آخر ، وأنت إن كنت شخصاُ يتخذ الغير كمرجعية لأفعالك وأقوالك ( ومن منا لا يفعل وإن بنسب مختلفة ) فإنك قد أحسست بالمشكل منذ وقت طويل
تقول كلمة ..ينهال عليك عدد كبير من اللايكات ، يعجبك الأمر ، فتخوض في نفس الموضوع – وبنفس الطريقة – مرة أخرى ، وقبل أن تعلم ستصبح تفصل أقوالك وبوستاتك على مقاس آخرى سابقة نالت من " الإعجاب " ما نالت
حسناً ، وما المشكل في هذا ؟
مشكلتان هي في الحقيقة ، أولها أنك ستتطور في جانب واحد من نفسك فقط وسيظهر منك جانب واحد فقط وفي حالتي فإن جانب " الحش والتقطيع " هو ما تطور فيا بشكل كبير ( من كان ليظن أني ألبس نظارة و لي ملامح تتسم بكثير من الجدية ؟! )
وثانيها هو ما يحدث لك عندما ( لا ) تحصل على أي لايك أو إعجاب ، وكم أنزعجت من صديقة توقفت عن الكتابة والتدوين فقط لأن إنتاجها لم يحصل على عدد كاف ٍ من الإعجابات والتعليقات ( نعم أنت ، تعرفين نفسك عزيزتي لا تدعيني أقول أول حرف من اسمك )
والأولى بنا حقيقة أن ننتج أياً ما كان إنتاجنا ونقول أياً ما كان قولنا ( بشرط الصدق ) وندع أنفسنا تذهب في كل إتجاه وتجرب كل طريق ولا نكترث كثيراً بمن أُعجب أو من كره
مقطع أنتشر مؤخراً للدكتور إبراهيم الفقي يخبرنا فيه أن نوزع " الحب " والطاقة الإيجابية في كل مكان ( يعني اللايكات ) وإن دل هذا على شيء أنما يدل على ما أتخذه هذا الزر من أثر كبير على نفسياتنا وكتاباتنا وممارساتنا في العالم الإفتراضي ...
الفيس بوك لا يمثل كل الإنترنت ؟
قريباُ سيكون !
" عدا عن تقديس المشاهير الواضح هنا ، تخبرك الصورة عن مدى نسبية اللايك وأنه ليس مقياس إبداع أو فذاذة "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق