مخزوني الدعوي شحيح والأدعية التي أحفظها عن ظهر قلب قليلة جداً ، ولطالما دعوت ربي بالعامية وبالكلام المطلق المرسل وليد اللحظة أو ( الفجعة :p )
و يوماً ما علمتني صديقتي دعاء صادف في نفسي استحساناً كبيرا ً ، مباشرة أخرجت القلم من عمق الحقيبة لأدونه على ورقة شاردة ( لم يكن وقتها من هواتف ذكية ولا مذكرات ولا ملاحظات ) ...
منذ صغر ذاكرتي وأنا أذكرني مستغنية جداً ، وحتى الآن يرعبني قدر الأشياء التي أستطيع التخلي عنها بعد برهة أقرر فيها أن التمسك ما عاد مجدياً
لا أجدني وفية جداً ، أو وفية للأشياء اكثر من الأشخاص ، أو للأشخاص الذين أتت معهم الأشياء ، وغالباً لا هذا ولا ذاك
أعد هذا نعمة إن سألتني .. الرغبة سجن سيء ، وأنت حرٌ عندما تستغني
لا ليست هذه دعوة للقناعة . القناعة أن ترضى بالموجود و تخفض الطرف ولا تنظر للأعلى درجة أو الأفضل أو المرغوب ، و الإستغناء أن تعي ما ترغب به ، ما يشدك أو ما تريده ، ثم تجد لذة في الإلتفات إلى شيء آخر أو حتى أمر أهم أو أفضل
تصير بارعاً في الهجر إن سألتني ، موهبة مطلوبة هذه الأيام لكثرة ما يضر ومن يضر ..
تصير خفيف الروح ، ودوماً بمتسع للجميل الجديد ، وعين منفتحة تستقبل اللحظة والروعة الآنية
والدعاء ؟ أبقيه لي ، أنت على الأرجح تعرفه . لٌم صغر سني أو قلة ما أحفظه سبباً لهكذا إبتهاج بهكذا دعاء " إستغنائي" ودهشتي به حينذاك
هذا وأدامنا الله وإياكم مستغنين بفضله ، تاركين ما لا يلزم إلى ما يلزم ، مدركين متى نستغني وعن ماذا ، ومتى لا نفعل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق