قلبي متهافت ، و نفسي بلون خرقة بالية ومجهدة حقاً ومتعبة كثيراً ،
أكثر من البحر وأوسع من السماء
استيقظت هذا الصباح وأنا أشعر بوخزة من اللاجدوى وأتذكر كلمة أحدهم
" الصباح أضيق من صدري ، صدري أضيق من خطوة طفل "
وأشعر بالخاطر يغوص في قلبي ويقع من نفسي بمكان : " نعم ، ضيق
جداً . ضيقٌ حقاً "
منذ أسبوعين أبكيت صديقتي بكلام جارح أسمعتها إياه ، في يوم الجمعة
خضت نقاشاً حاداً مع ماما ، وقبلها بيومين صرخت على الخادمة وأيقظتها من النوم
بطريقة همجية إلى درجة أنها اتصلت على أمي
وطلبت منها التوقف عن العمل في بيتنا ،
وحين حاول والدي محادثتي بشأن أمي ( التي يقول أنها أدمعت بعد خروجي من الغرفة وبعد
نقاشنا ) رددته بطريقة وقحة ومن ثم قبلت أن أسمع عظته على مضض ..
خطر على بالي أني أسيء للجميع
ثم جاءت رحلة جامعية إلى مركز للعلاج بالطب البديل ،
ثم قفز فيليكس ..
وخلال هذا كله نجحت في
السخرية والهزئ والأنفة والتكبر ، على
الأشياء الرائعة و على الأشياء البسيطة و
من الأمور المتواضعة ومن كل شيء وكل شخص
خطر على بالي أن هناك خللاً ما
وتسلم علي صديقتي ..
بل وتأتي لمقعدي خصيصاً لتصافحني وتسألني عن حالي رغم أنني المخطئة و
رغم أنني أخترت أن أتجاهلها ،
وتضع أمي ورقة من فئة الخمسمائة ريال في يدي وتخبرني أن " أمشي
حالي بيها " ، ويتصل بي بابا في
الصباح مازحاً بشأن شيء لا أذكره ويسامحني الجميع وينسون
ولا أنسى ..
وأتلقى هدية مغلفة ..
وأشعر أن قلبي قاسٍ ..
وأن نيتي عكرة ..
وأني مشغولة بالسواد ومنهمكة بالإساءة للجميع ..
ومحبوسة داخل ذاتي الضيقة المتكبرة المتعجرفة
العاجزة عن الحب وعن تلقي الحب وعن رؤية الخير والجمال ..
ويغوص قلبي مرة أخرى
كيف تتلقى اللطف والحب مغلفاً
في هدية وأنت تحمل نفساً كنفسي ؟
كيف تستحق كل هذا وأنت هكذا ؟ بسوادك هذا ؟